الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية حتّى لا ننسى: "مجيدة بوليلة ومحبوبة سوسية وآمنة براهم " نسوة باسلات استشهدن في سبيل حريّة تونس

نشر في  09 أفريل 2015  (21:52)

الأكيد أنّ إستقلال تونس وما ننعم به اليوم من حرية لم يكن محض صدفة أو خيال بل هو نتيجة لتضحيات آلاف من المقاومين والمناضلين الذين وهبوا حياتهم وفدوا دمائهم حتّى ترفرف راية العلم عالية ومنيعة وحّرة.

وفي هذا الصدد إرتأى موقع "الجمهورية" في هذا المقال - حتّى لا ننسى-تسليط الضوء على 3 وجوه نسائية إستشهدن ثلاثتهن سنة 1952. وقد ساهمن بصمود مع رجال تونس في تحرير البلاد من براثن الإستعمار، رحمة الله عليهن.

مجيدة بوليلة

ولدت المناضلة مجيدة بوليلة في 13 نوفمبر 1931 بصفاقس وتوفيت سنة 1952. نشأت في وسط له صلة بالزعماء منهم الهادي شاكر وغيره... بادرت مجيدة بتأسيس «كتّاب» قرب الناصرية سنة 1949 لنشر التعليم ومحو الأمية. عملت على ربط الصلة بين هذه المدرسة ومثيلاتها ومع فرع الاتحاد النسائي الإسلامي بصفاقس برئاسة السيدة ليليا الحجري الأمر الذي أثمر بعث شعبة نسائية دستورية سنة 1949، وهي أول شعبة نسائية نظامية في الإيالة التونسية. لم تقتصر مشاركتها على النضال السياسي بل تركزت على توعية المرأة وتثقيفها... وفي ليلة من ليالي 1952 داهمت الشرطة الفرنسية منزلها وأوقفتها وهي حامل بابنتها الثانية. سُجنت في معتقل بمدينة تبرسق وذاقت الأمرين لكنّها صمدت الى أن داهمها المخاض فنقلت الى المستشفى الجهوي بصفاقس أين توفيت فيه بعد الولادة «ماتت ع النفاس».

محبوبة سوسية

استشهدت المناضلة محبوبة سوسية يوم 23 جانفي 1952 خلال المعركة التي شهدتها مدينة طبلبة أثناء مقاومتها للاستعمار الفرنسي، حيث كان أهالي المدينة يومها من نساء ورجال وأطفال يملؤون الانهج والأزقة وهم يشاهدون عجز عسكر المستعمر عن الدخول بسهولة وسط البلدة. وذكر حبيب بالغالي ـ شاهد عيان ـ أن حشدا من نساء طبلبة خرج يوم 23 جانفي لتشجيع المقاومين والمتظاهرين ضدّ المستعمر، وصعد البعض الآخر منهن فوق الأسطح لإطلاق الزغاريد غير أن أحد جنود قوات المستعمر صوّب رصاصة قاتلة استهدفت رأسها وأردتها شهيدة على عين المكان. وتخليدا لذكرى استشهادها تمّ إطلاق اسم محبوبة سوسيّة على أحد الشوارع الرئيسية لمدينة طبلبة.

آمنة براهم

استشهدت المناضلة آمنة براهم يوم 23 جانفي 1952 أثناء مشاركتها في مظاهرة مناهضة لقوى الاستعمار بطبلبة والتي اجتمعت فيها حشود غفيرة من الرجال المكبرة والنساء المزغردات قصد تشجيع المقاومين الأبطال. ويبدو أنّ المناضلة آمنة براهم كانت يوم استشهادها حاملة لسلاح افتكته من شقيقها، إلا أنّ أحد الجنود تفطنّ إليها واستهدفها برصاصة أردتها شهيدة.